الجمعة، 11 أبريل 2014

التنين في التراث الإسلامي

     لعل أي قارئ عندما يقرأ كلمة التنين فإن ذهنه يتجه به نحو حضارات الشرق الأقصى ، نحو أساطيرهم و حكاياهم التي تمتلأ بالتنانين و غيرها ، و ربما توجه فكره نحو أقصى الشمال الغربي ، نحو أرض الفايكنج ، ليتذكر قصصهم المشحونة بأخبار التنانين الغاضبة و ضحاياها المفقودين ، إلا أن العرب و المسلمين كذلك كان لهم الحظ الأوفر من تلك القصص و الحكايات ، و كما أن لكل قصة تنينها الخاص و حكايتها الخاصة فلقد كان للمسلمين أيضا التنين الخاص و القصة المختلفة ، قلقد تأثرت كل قصة برواتها و  بطبيعة الأمم التي نشأت فيها ، فالتنين لدى العرب و المسلمين مرتبط أشد الأرتباط بالدين ، بل أصبح لدى البعض مفصلا من مفاصله ، و مع تناقل قصصه بين الناس بدء شكله بالتكون في الأذهان و العقول ، لا على أساس و تجربة أو دليل من السنة و القرآن ، بل هي الأخبار المتناقلة و التراث الشفهي الذي لو يضبطه العالمون و لم يهتم بصيانته المتخصصون ، فهو لدى المسلمين ( كالنخلة السحوق في طوله ، له جسم كالليل ، أحمر العينين ، له فم واسع ....) ، و تكثر الأوصاف و تزيد كلما أنتقلت من راو لآخر ، و تتعدد القصص حوله فمن قائل أنه يكون في البداية حيوانا عاديا ثم يتمرد و يطغى على حيوان البر فيستغيث منه ، فينقله الله للبحر فيتمرد و يطغى على حيواناته ، وكذلك تستغيث هذه الأخرى ليلقي الله به في جهنم و يعذب به الكافرين ، و غيرها من القصص التي تتعدد و تبقى ضمن دائرة الدين في ما تتطرق إليه ، و لعل ما شجع ذلك بعض الأحاديث ( أحاديث لم تصح عن النبي ) هي ما حفزت المسلم قديما كي يتلهف للمزيد من قصص التنانين ، فيأتي دور القاص ( من يتخذ رواية القصص مهنة ) كي يشبع ذهنه بشتى الحكايات .

ليست هناك تعليقات: