الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

ما هي العلمانية ؟

العلمانية هي فصل الدين عن الدولة و أحيانا تشير المفردة  إلى حرية اعتناق أي معتقد ، فالعلمانية و إن كانت تَظْهَر لنا في صورة الفكرة المتسامحة و المبدأ الداعي إلى الحريات فإنه يخفي شرا مستطيرا لم يُقدِّم لنا و لَنْ يُقدم إلا الفساد و الدمار ، فأولا فصل الدين عن مؤسسات الحكم و التشريع يجعل قانون الدين منفصلا عن قانون الدولة المعمول به في سائر الدولة و مفاصلها و ذلك في حد ذاته مُخالفة لأوامر الله و توجيهات رسوله (ص) فلم ينزل القرآن و لم ينطق الرسول (ص) إلا لِنعمل بما يقولون و نطبق ما يُشرِّعونَ و فيما يقولون كل الخير و الصّلاح لأمتنا و للعالم بأجمع ، فلطالما حَكَمنا الإسلام بشريعته لمئات القرون فكانت حقاّ قرون الإسلام الذهبية فانتشرت العلوم و المعارف و عَزَّت الأمة و قَوِيَت و سارت بالنور لأقصى الشرق و الغرب و ذلك معلوم للكل ، و ما تخلفنا إلا بالعلمانية التي دعتنا إلا فصل الشريعة عن الدولة فأنزل الله سخطه علينا ، فها نحن من المهانة و الفقر و العازة  بمكان لا نُحسد عليه بين الأمم و من ينكر فالينظر حالنا في عصر الدولة العباسية و الخلفاء الراشدين ثم فالينظر إلى تونس و مصر و غيرها بعد أن طغى عليها كل مُستهتر بالشرع داع إلى نبذه ، ثُمَّ إنَّ في شريعة الإسلام من الحريات و التسهيل ما يغنينا به عن العلمانية و دعاتها ، فقد ترك لأهل الديانات البقاء على أديانهم و الإحتكام إلى شرائعهم الخاصة و لم يتعرض لأمكان عبادتهم و مُقدّساتهم و في تاريخنا و سيرة الرسول (ص) من الأخبار الوافية و الأحكام الكافية كَثيرٌ يَصعُبُ حصرُه . فَمَثَلُ العلمانية كالحَيَّة التي تَزَيَّت بأجمل الحُلَلِ فهي على ذلك تقترب من صيدها المدهوش بها و المنبهر بجمالها حتى إذا قَرُبَت منه نهشته نهشةً كانت فيها هلاكه و موته .


ليست هناك تعليقات: